samedi 16 novembre 2019

السياحة في تيميمون

يميمون (الجزائر): جعفري رمضان
تعتبر تيميمون واحدة من أهم وأبرز المناطق السياحية في الصحراء الجزائرية، حيث تعرف حركة نشيطة على مدى الموسم السياحي الشتوي الممتد من شهر أكتوبر (تشرين الأول) حتى شهر مايو (أيار) من كل سنة. ويعد الأوروبيون من أكثر السياح انجذابا لهذه المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري، نظرا لطبيعتها الخلابة وخصوصياتها الجغرافية، إلى جانب مناخها المعتدل في هذه الفترة من السنة.
تشتهر بواحات النخيل الكثيفة والأشجار والنباتات الصحراوية، وكذا بقصورها مترامية الأطراف بين كثبان الرمال ومغاراتها وقصاباتها القديمة، مشكلة بذلك فسيفساء لوحة فنية تشكيلية مفتوحة على الطبيعة الصحراوية الشاسعة.
تقع تيميمون أو الواحة الحمراء كما تلقب في الجزائر، على بعد نحو 1400 كلم من الجزائر العاصمة، وتزيد مساحتها على 1000 كلم مربع ويقطنها أكثر من 4000 نسمة. هذه التركيبة السكانية تتوزع على أزيد من 30 قصرا كما يعرف محليا. والقصر بالمفهوم المحلي هو عبارة عن تجمعات سكانية مبنية بالطوب الأحمر المحلي، تحيط به حقول وبساتين وواحات نخيل لأن معظم سكان هذه المناطق يعتمدون على الزراعة التقليدية في أسلوب عيشهم، التي تسقى بآبار متصلة ببعض تعرف محليا بالفقاقير.
هذه الواحات من النخيل، التي تتوسط كثبان الرمال والصحاري القاحلة، جعلت من المنطقة مقصدا سياحيا مميزا يفتتن بها الزائر أو السائح الذي يجد بين مكونات هذه الطبيعة السكينة والهدوء.
كما تتميز تيميمون، إلى جانب القصور العتيقة بالقصبات الكثيرة. والقصبة هي تجمع سكاني قديم يشيد غالبا على قمة جبلية وتكون أسفله مغارة. وكانت تستعمل قديما للاختباء أثناء الغزو والحروب. وتضم القصبة أربعة أبراج للمراقبة، إذ يمكن التموقع فوق الجبل من رؤية العدو من مسافات بعيدة، مع الإشارة إلى أن هناك قصبات وقصور بتيميمون يعود تاريخها إلى القرن 12 للميلاد، وهناك ما يزيد على هذه الحقبة التاريخية مثلما هو الحال مع قصر إيغزر الذي يبعد عن مدينة تيميمون 40 كلم، وهو يحوي مغارة كبيرة جدا، وما زالت تعد لحد الساعة وجهة سياحية لزائري المنطقة، وهناك قصر أغلاد الواقع على بعد 60 كلم شمال المدينة والذي استفاد من مشروع ترميم من طرف برنامج الأمم المتحدة للتنمية ضمن برنامج ضخم أطلق عليه «طريق
السياحة في تيميمون .. جوهرة الصحراء الجزائرية
مسجد تيميمون
القصور».

السياحة في تيميمون لا مثيل لها في الموسم الشتوي حيث تعتبر ملجئًا لمن يبحث عن الهدوء والسكينة، فهده المدينة الجزائرية تلقب بعروسة الصحراء، لكونها تتميز بطابع معماري وعمراني فريد من نوعه، أراضيها واسعة وخصبة وغنية بمنابع المياه الجوفية، تحيط بها من كل الجهات هضاب وتلال صغيرة، يُطلق عليها اسم الواحة الحمراء نسبة الى بيوتها الملونة بالأحمر، وتعد قبلة سياحية بامتياز لمن يريد اكتشاف الصحراء الجزائرية نظرا للمناظر الخلابة التي تتمتع بها.


تواجد عدة قصور أهمها قصر ماسين، بني مهلال، بدريان، تنركوك، كما تتواجد العديد من القصور التي يرجع تاريخ بنائها الى القرن 12 ميلادي، أهمها قصر اغلاء الذي استفاد مؤخرا من مشروع ترميم من الأمم المتحدة.

يعتبر مخيم المعمورة الوجهة المفضلة لأغلب سواح المنطقة، يبعد بحوالي 220 كلم عن مركز ولاية أدرار، حيث يتواجد بين يغزر وأولاد سعيد، في منطقة استراتيجية مميزة تستهوي فضول السياح، يقع خلفه مباشرة جبل المرسى وقصر فرعون التاريخي الذي شيد بالطين الأحمر، ويتسع المخيم لـ 30 فرد فقط، كما يمتاز بتقديم ألذ الأطباق التقليدية

عادات وتقاليد أهل تيميمون .. لا بد من الطعام برفقتهم

                                             فندق الواحة الحمراء .. لؤلؤة السياحة في تيميمون


من ابرز المعالم السياحية في وسط مدينة تيميون فندق الواحة الحمراء ، الذي شيد سنة 1920 وعرف إقامة ملكة لوكسمبورغ لدى حلولها في المدينة أيام تنظيم رالي سيتروان ، كما زاره العديد من الشخصيات المهمة لعلى أهمها الأمين 

الأميمي بريس دي كويلار في الأربعينات من القرن الماضي

Résultat de recherche d'images pour "‫فندق الواحة الحمراء .. لؤلؤة السياحة في تيميمون‬‎"فندق الواحة الحمراء

خصوصية منطقة تيميمون جعلت الوافدين إليها لا يقتصرون على الأشخاص العاديين فحسب، وإنما يمتد للشخصيات السياسية التي تفضل قضاء أيام الراحة بهذه المدينة الجميلة، خصوصا الأيام الأخيرة من السنة مثلما يفعل الكثير من عشاق هذه البقعة الصحراوية. وكانت تيميمون محطة مهمة بالنسبة للأمين العام السابق للأمم المتحدة بيريز ديكويلار منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وفي السنتين الماضيتين من القرن الحالي توافد عليها ملك إسبانيا وزوجته والوزير الأول البرتغالي، وسفراء كثير من بلدان العالم المعتمدين لدى الجزائر، إضافة إلى أمراء الخليج الذين يستمتعون بهواية الصيد في صحرائها.
وغالبا ما يأتي السياح إلى تيميمون، عبر رحلات مباشرة من أوروبا، تنظمها وكالات سياحية داخلية أو خارجية، وهذا يكون غالبا لقضاء عطلة نهاية السنة أو غيرها من العطل الشتوية. وهناك رحلات جوية مباشرة من باريس وروما باتجاه مطار تيميمون. أما الرحلات الفردية، فتتم عن طريق مطارات هواري بومدين بالجزائر العاصمة أو من مطار السانية بوهران (غرب الجزائر) ثم بعد ذلك مطار الشيخ سيدي محمد بلكبير بأدرار مقر الولاية أو المحافظة التي تنتمي إليها تيميمون. وهناك رحلتان في الأسبوع إلى مطار تيميمون: واحدة من الجزائر العاصمة، وأخرى من وهران.

وهناك أيضا الرحلات البرية التي تتم بواسطة السيارة انطلاقا من أوروبا إلى موانئ المدن الشمالية الجزائرية، ومنها إلى تيميمون، وهذا النوع من الرحلات انتشر أيضا بشكل واسع، حيث لوحظ هذه السنة الكثير من السياح بسياراتهم أو بسيارات تابعة لوكالات سياحية أوروبية.